ارتفاع حالات العدوى بفيروس كورونا : تغيير إستراتيجية التواصل لتدارك الخلل

 

 

قدرت بعض المصادر الطبية ان تكون نسبة الإصابة بفيروس كورونا المستجد “مرتفعة جدا وسط السكان”،إلا ان عدم ظهور أعراض الإصابة لديها يشكل مصدر خطر حقيقي على المجتمع ومصدر قلق للأطقم الطبية “لذلك فان التقيد الصارم بتدابير الوقاية يعد الوصفة الدوائية الوحيدة حاليا”،كما ان تبني أسلوب خطاب جديد يقوم على الحوار لإقناع الأخر بأهمية الامتثال للوقاية أضحى مؤخرا يطرح نفسه بإلحاح.

في هذا الصدد،أوضحت د حكيمة عبد اللاوي عضو لجنة متابعة فيروس كورونا بولاية بومرداس،بان مواجهة الوباء التي كانت في بداية ظهوره أواخر فيفري الماضي تقتصر على متابعة المريض ومعالجته،وكذا تسخير الإمكانات و التأكيد على أهمية الوقاية من غسل اليدين بانتظام،وارتداء الكمامات واحترام مسافة التباعد البدني،قد تغيرت حاليا لتقوم على الحوار كون نسبة كبيرة من المواطنين يعتقدون بان الوباء خرافة،وبالتالي يقوضون كل الجهود في سبيل تطويق الفيروس.

وقالت المختصة خلال تقييمها للوضع الوبائي للجائحة على المستوى المحلي،بان قراءة المنحنيات التصاعدية للإصابة بكوفيد-19 في الآونة الأخيرة،تطرح وجود خلل ما ومنه ان السياسة المتبعة لمواجهة الوباء قد فشلت في مستوى ما! حيث قالت ان الجميع ومن كل الفئات العمرية أصبح يدرك سبل الوقاية “إذن أين الخلل؟” تتساءل الدكتورة وتجيب بأنه يكمن في السلوك السلبي لحالات عدوى ايجابية وثقت فيها الأطقم الطبية بمنحها العلاج على ان تتابعه بالمنزل مع الخضوع للحجر الصحي المنزلي.

هذه الحالات تمثل نسبة تزيد عن 86% من حالات المرضى خارج المستشفيات ولكن اغلبها لا يحترم التعليمات، فتصبح بذلك “قنبلة موقوتة”. ” لقد ألححنا مرارا على الخضوع للحجر المنزلي ولكن البعض لا يحترم ذلك ويمشي في الشوارع حاملا معه العدوى للغير”،تقول الدكتورة مضيفة بأنه لابد من تغيير إستراتيجية التحسيس بسبل الوقاية بتبني أسلوب الحوار لإقناع مثل هؤلاء وكافة المجتمع بأنه ان لم يحترم التعليمات فانه يصيب غيره وقد يكون مسؤولا عن وفاته بطريقة غير مباشرة.

زينة عبد المالك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد